مقالات
كيفية صلاة التهجد وفضلها
يتسائل الكثيرون عن كيفية صلاة التهجد وهل هناك اختلاف بينها وبين صلاة قيام الليل، وما الفرق بينها وبين صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك؟
سنتحدث في مقالنا اليوم عن إجابات هذه الأسئلة فهيا بنا نبدأ معاً.
صلاة التهجد هي صلاة التطوع في الليل بعد النوم وأفضل أوقاتها هو الثلث الأخير من الليل، وهي نافلة أو سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر المولى عز وجل رسوله بهذه النافلة ذات الأجر العظيم للعبد، قال الله تعالى في سورة الإسراء ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾.
وصلاة التهجد كما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم يجب أن تكون ركعتين ركعتين، ومن الأفضل أن نختمها بصلاة الوتر، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى، ووردت العديد من الأحاديث النبوية عن صلاة الوتر وفضل ختام صلاة قيام الليل أو التهجد بها ومنها:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام.
عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم، قال الترمذي : حديث حسن.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي التهجد بإحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ولا يزيد عن ذلك في رمضان أو باقي أيام العام، وأما دعاؤه فيها فورد حديث أخرجه البخاري حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إن صلاة قيام الليل تشمل كل الصلوات بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر؛ فصلاة التراويح من قيام الليل وصلاة التهجد من قيام الليل والفرق بينهما أن صلاة التهجد هي صلاة يقوم بها المؤمن بعد القيام من نومه أو كما يقول العلماء التيقظ بعد الرقدة، وهو من أفضل القيام وأكثره في الثواب والأجر بإذن الله.
وأما صلاة التراويح فهي من قيام الليل وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتها في المسجد بعد صلاة العشاء في شهر رمضان، وسُميت بهذا الإسم لأن الناس وقتها كانوا يطيلون الصلاة فكلما صلوا أربع ركعات استراحوا قليلاً ثم واصلوا الصلاة.
إن المحافظة على صلاة قيام الليل لشرف عظيم لمن يداوم عليه طوال العام، وفرصة كبيرة ونعمة لمن أدرك رمضان وحافظ عليه كل ليلة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.
وصلاة التهجد أو قيام الليل سنة مؤكدة عن رسولنا الكريم صلوات ربي وتسليمه عليه ولا يختص استحبابه بشهر رمضان فقط، ووردت العديد من الأحاديث في فضل صلاة الليل؛ عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل -قال ثم تلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ... حتى بلغ: يَعْمَلُونَ) " أخرجه أبو داود الطيالسي والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وصلاة الليل أفضل الصلوات بعد صلاة الفريضة كما أخبرنا رسولنا الكريم، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه -أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم- أنه سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم.
صلاة التهجد في المساجد في العشر الأواخر من رمضان
سبق وقد ذكرنا أن صلاة التهجد هي الصلاة بعد الاستيقاظ من النوم والرقدة، وهي سنة مؤكدة في شهر رمضان وباقي أيام العام، ولكن في شهر رمضان المبارك فصلاة التهجد في جماعة في المساجد مشروعة بالاتفاق؛ وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لها، روى أبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: صمنا فلم يصلِّ صلى الله عليه وسلم بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا يا رسول الله: لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة، ثم لم يصلِّ بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، فصلى بنا الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور.
وأما الاستحباب في كون أيهما أفضل الصلاة في البيت أم الجماعة في المسجد فيرجع إلى طبيعة الشخص، فإن كان خشوع ونشاط الشخص أكثر في المسجد فصلاة الجماعة له أولى وأحب من الصلاة منفرداً.
وختاماً.. فإن فاتك نصف الشهر الأول فما زال هناك بقية فلا تضيع هذه الفرصة العظيمة واغتنم شهر رمضان المبارك وحافظ على صلاة التراويح وصلاة التهجد، ولا تخرج من الشهر من الخاسرين الذين لم يستفيدوا من الصيام غير الجوع والعطش، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغِمَ أَنفُ (خاب وخسِر) رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبل أن يُغفَرَ له، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَه أبواهُ الكِبَر فلم يُدْخِلاهُ الجنة) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فقال: يا مُحمَّد! من أدركَ أحدَ والديْهِ فماتَ فدخلَ النَّارَ فأبعدَه الله، قُل: آمين، فقلتُ: آمين، قال: يا محمَّد، مَن أدرك شهرَ رمضانَ فماتَ فلم يُغْفَرْ لهُ فأُدْخِلَ النَّارَ فأبعدَه الله، قُل: آمين، فقلتُ: آمين، قال: ومن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصَلِّ عليكَ فماتَ فدخلَ النَّارَ فأبعدَه الله، قُل: آمينَ، فقلتُ: آمين) رواه الطبراني وصححه الألباني.
01024076008
