مقالات
قبل العيد..كيف تتأكد من سلامة الأضحية؟
اقترب عيد الأضحى المبارك، وبحلوله تزداد الأسئلة التي يطرحها الكثير كل عام عن الأضحية، كيف أتأكد من سلامة الأضحية وما هي الشروط والأحكام الواجب توافرها عند شرائها، وما هي العلامات التي تؤكد صحة وسلامة الأضحية.
وفي ظل غياب الدور الرقابي للأطباء البيطريين أثناء ذبح الأضحية خارج المجازر يكثر الحديث عن هذا الأمر، فكيف أتأكد أن لحوم الأضحية سليمة وصالحة للاستهلاك الآدمي؟
وبالطبع فإن هناك الكثير ممن لا يعلم الشروط الشرعية وكذلك الصحية عند الشراء والذبح والتخزين، لذلك دعنا نتعرف سوياً على أهم الأسئلة والإجابات التي تشغل بالنا جميعاً عن سلامة الأضحية.
نصت الشريعة الإسلامية بعض الشروط الواجب توافرها في الأضحية ومنها:
يجب أن نفحص الحيوان بالعين واليد لنتأكد من عدم وجود جروح غائرة فيه.
يجب أن يكون عمر الحيوان مناسب، فسن البقر والجاموس يجب أن لا يقل عن سنتين، والضأن يجب أن لا يقل عن 6 أشهر، والماعز سنة فأكثر والإبل لا يقل عمرها عن خمس أعوام.
يجب أن نتأكد أن قرون الحيوان غير مكسورة.
يجب أن نتأكد من عدم وجود قطع بأذن الحيوان أو ذيله.
علينا أن نختار الخروف النشيط الذي يتحرك جيداً.
يجب أن نفحص الصوف في الضأن (الخرفان) ويجب أن لا يتخلله بعض الفراغات؛ فإن وجود هذه الفراغات يدل على وجود بعض الطفيليات.
يجب أن نفحص عين الحيوان ونتأكد من عدم وجود إفرازات او التهابات بها وأن لا تكون العين عوراء.
يجب أن ننظر جيداً لأرجل الحيوان الخلفية وكذلك فتحة الشرج للتأكد من عدم وجود إسهال.
يجب أن نشتري الأضحية من أماكن معروفة، ونبتعد عن الأماكن العشوائية لتجنب شراء الحيوانات المريضة والتي غالباً ما تنقل بعض الأمراض إلى الإنسان.
يجب أن نفحص البطن باليد؛ فوجود انتفاخ يدل على الغش بالملح.
يجب فحص الأرجل الأربعة ونتأكد من أنها ليست عرجاء.
يجب فحص جلد الحيوان والتأكد من خلوه من الآفات والتقرحات والدمامل.
يجب أن تكون أظافر الحيوان نظيفة وخالية من الإفرازات.
يجب أن لا تتجاوز درجة حرارة الحيوان عن 40 درجة مئوية؛ فإن ارتفاع درجة الحرارة يشير إلى وجود عدوى يمكن أن تنتقل للأنسان.
يجب أن نتأكد من عدم وجود رغاوى أو إفرازات تتساقط من فم أو أنف الحيوان؛ حيث تدل هذه الإفرازات على وجود أمراض فيروسية مثل مرض الحمى القلاعية.
يجب أن نتأكد من أسنان الحيوان سليمة وغير مكسورة ( وعن طريق الأسنان نستطيع أن نتأكد من عمر الحيوان).
وبعد الفحص والتأكد من صحة وسلامة الأضحية ظاهرياً، يجب أن نفحص اللحم جيداً بعد الذبح وكذلك الأحشاء مثل الرئتين، والقلب، والكبد، والكليتين والطحال.
يجب علينا أن لا نرهق الحيوان بالنقل من مكان لآخر، ويفضل أن يوضع في مكان نظيف حتى ميعاد الذبح.
من الأفضل أن نصوم الحيوان 12 ساعة قبل الذبح؛ حتى نقلل الفضلات في الجهاز الهضمي ومن ثم تقل البكتريا والميكروبات أثناء الذبح.
صيام الحيوان عن الأكل فقط، ولكن مياه الشرب يجب أن تظل أمامه حتى وقت الذبح؛ فهذا الأمر يسهل عملية السلخ وإزالة الجلد.
يجب على المضحي أن يسوق الأضحية لمكان الذبح سوقاً جميلاً وأن لا يضربها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته )).
يجب أن يكون الذبح بسكين حاد حتى لا يتألم الحيوان.
يجب أن يتم الذبح في أماكن نظيفة ومجهزة للحفاظ على اللحوم من التعرض للملوثات.
يجب أن لا يتم ذبح الحيوان أمام حيوان آخر، وقد نهى رسولنا الكريم عن ذلك الأمر.
يجب أن لا نفصل الدماغ عن الجسم بصورة كاملة حتى تتم عملية الإدماء بشكل طبيعي.
إزالة الكرش والأحشاء بحرص بالغ لتجنب تلوث الذبيحة.
وبعد أن يتم الذبح ينبغي أن نضع اللحم في مكان نظيف وجيد التهوية ومن الأفضل أن نوجه المراوح نحو الأضحية لضمان تهويتها، ونفردها على صواني كبيرة ولا نضع اللحوم فوق بعضها، ولا نقوم بالتخزين في الحال، حيث تأتي أهم مرحلة وهي مرحلة التشميع أو التيبس الرمي.
وتعد عملية التشميع من أهم الخطوات اللي تساعد في الحفاظ على سلامة الأضحية من التعفن، وكذلك تحافظ على جودتها ومذاقها، وتستغرق تلك الخطوة من 4-5 ساعات، وفيها يحدث الآتي:
تكون بعض الأحماض مثل حمض الفورميك وحمض اللاكتيك، والتي تقوم بدورها في الحفاظ على الذبيحة وقتل البكتيريا الضارة.
يعمل حمض اللاكتيك على تفتيت الأنسجة الضامة مما يجعل للحوم مذاق ممتاز بعد الطهو.
ومن الأفضل لإتمام عملية التشميع على أكمل وجه أن نضع اللحوم في الثلاجة أولاً قبل الفريزر وذلك لعدة ساعات، وبعد أن يتم توزيع نصيب الأقارب والمحتاجين تأتي خطوة التفريز.
تحضير الأكياس الشفافة ولا نضع أكثر من كيلو في كل كيس.
يجب أن نترك فراغات بين الأكياس وبعضها؛ حتى تصل البرودة لكل الأكياس ونتلاشى تعفن بعض اللحوم.
نقوم بتفريغ الهواء من الأكياس لتجنب حروق التجميد.
تحريك الأكياس كل ساعتين للتأكد من تبريد كل كيس.
نضع الناحية التي بها دهون في الكيس لأعلى؛ وذلك لأن الدهون سريعة الفساد ويجب أن نتأكد من تبريدها في الحال.
سوء التبريد.
تكديس اللحوم والسفر بها بعد الذبح مباشرة.
وضع اللحوم فوق بعضها وعدم التهوية الجيدة.
فصل الكهرباء.
عدم ترك الفراغات الكافية بين الأكياس وبعضها.
عدم تقليب الأكياس.
احتقان اللحوم بالدماء قبل الذبح ويرجع ذلك إلى ضرب الحيوان أو مرض الحيوان بأمراض تسبب الحمى.
كيف نتعامل مع اخضرار اللحوم؟
علينا أن نتأكد أولاً من وصول البكتيريا للحوم من الداخل وذلك بقطع اللحم، فإن وجدنا الاخضرار يصل للأنسجة الداخلية فهذا دليل على فساد اللحم وعلينا أن نتخلص منها؛ لأنها أصبحت فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي لأن البكتريا سوف تفرز سموم تؤثر على صحة الإنسان.
وإن وجدنا الاخضرار على الطبقة الخارجية فقط ولا يصل الاخضرار لباقي اللحم، فنقوم بإزالة تلك الطبقة فقط وباقي اللحم يكون سليم ولا ضرر منه.
وفي الختام فإن الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله، ويتقرب بها المسلمون كل عام إلى الله، والله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، ولذلك فإن علينا أن نتأكد من سلامة الأضحية ونحرص على الضوابط الشرعية والصحية، حتى نرضي ربنا ونحافظ على صحة الإنسان من انتقال الأمراض المشتركة، وإن لم يتواجد مكان نظيف ومناسب للذبح فعلينا أن نتوجه للمجازر الحكومية لضمان الرقابة البيطرية.
01024076008