مقالات
ما هي أضرار الإفراط في تناول المسكنات؟
يكاد المنزل لا يخلو من المسكنات؛ فأنا لا أتحمل الصداع أو ألم الأسنان الذي لا يُحتَمل وكذلك تقلصات ما قبل الدورة الشهرية، ولا أتمهل وأتناول المسكنات لأشعر بالراحة وأتخلص من الألم، ومع كل النصائح ممن حولي بعدم الإفراط في تناول المسكنات فأنا لا أدري هل هناك حقاً أضرار جسيمة؟ إذن فما هي؟ أم أنها على المدى البعيد؟
وهل الإفراط في تناول كل أنواع المسكنات على نفس درجة الخطورة أم أن هناك تفاوت؟
وهل هناك بديل طبيعي من الأعشاب لتقليل استخدام المسكنات؟
فكل هذه التساؤلات وإجاباتها هي مقال اليوم فهيا بنا نبدأ.
تعمل المسكنات على تقليل الألم وذلك بتقليل الالتهاب في موقع الألم أو بتغيير الإدراك في الدماغ لماهية الألم ومعالجته، ويكثر استخدامها سواء بوصفة طبية أو بالشراء من الصيدلية مباشرةً للتخلص من الألم وما يصاحبه من توتر في أقصر وقت ممكن، كما أن معظم المسكنات متاحة في الصيدليات دون وصفة طبية (روشنة)، وذلك السبب الرئيسي في استخدامها بكثرة وظهور الآثار الجانبية للمرضى المفرطين في استخدامها.
وهناك أنواع عديدة من المسكنات، وتتفاوت الآثار الجانبية على حسب النوع وتشمل الآتي:
الباراسيتامول: وهو النوع الأكثر شيوعاً وتداولاً من المسكنات، ومن أهم الأسماء التجارية له: البنادول، أبيمول، الدوليبران، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى مشاكل صحية جسيمة.
مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية: تعددت الآثار الجانبية الناتجة عن الإفراط في تناول هذا النوع من المسكنات؛ حيث تؤثر على المعدة والجهاز الهضمي، وكذلك الأوعية الدموية والقلب، وتشمل الأيبوبروفين، الأسبرين، والديكلوفيناك وغيرهم.
الأفيونات: تُعد هذه الفئة من أقوى أنواع المسكنات ويصفها الطبيب في الحالات الحرجة شديدة الألم، وتُعرف بأدوية الجدول والممنوعة من التداول نهائياً في الصيدليات إلا بروشتة طبيب؛ حيث يؤدي الإفراط في تناولها أو الخلل عند حساب جرعتها إلى الإدمان ولذلك فعلى المريض أن يلتزم بالجرعة التي يحددها الطبيب فقط لكي لا يعرض نفسه للإدمان فيما بعد، ومن أشهر أنواعها الترامادول والأفيون.
1: أضرار المسكنات على الكلى.
تتأثر الكليتين عند تناول المسكنات باستمرار وخاصةً عند تناول أكثر من نوع من المسكنات في نفس الوقت دون استشارة الطبيب، مثل الأسبرين والأسيتامينوفين مع الكافيين، فيؤدي هذا المزج غالباً إلى حدوث اعتلال الكلى المزمن وتلف الأوعية الدموية بهما.
ومن أهم أعراض إعتلال الكلى:
ألم شديد في منطقة الظهر.
انخفاض في كمية البول.
الشعور المستمر بالغثيان والحاجة إلى القئ.
الشعور بالخمول وعدم القدرة على بذل مجهود.
وجود دم في البول.
الشعور بالحاجة للتبول فجأة وبكثرة خلال اليوم.
الانتفاخ.
الشعور بالضعف العام والتنميل في الأطراف.
سهولة حدوث الكدمات و الأنزفة.
وفور الشعور بهذه الأعراض عليك التوقف تماماً عن تناول المسكنات والذهاب للطبيب المتخصص لعلاج الكلى، للحفاظ على باقى أنسجة الكلى من التلف و لتجنب حدوث الفشل الكلوي أو سرطان الكلى فيما بعد اعتلالها.
2: أضرار المسكنات على الجهاز الهضمي.
يتسبب الإفراط في تناول المسكنات في حدوث العديد من المشاكل في المعدة والجهاز الهضمي مثل:
عسر الهضم.
تهيج والتهاب في المعدة يؤدي غالباً إلى حدوث القرحة.
اضطراب الحركة الدودية للأمعاء والذي يصحبه الإسهال وفي بعض الأحيان الإمساك.
الغثيان.
صعوبة التبرز.
جفاف الفم.
نزيف في الجهاز الهضمي.
3: الضعف الجنسي للرجال.
4: ارتفاع نسبة حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية.
5: حدوث مشاكل تنفسية على المدى البعيد.
6: حدوث مشاكل في الكبد.
تُعد هذه الصورة من أشهر صور الإفراط في تناول المسكنات؛ حيث تعاني الفتيات من تقلصات شديدة قبل الدورة الشهرية وأثنائها، وتلجأ إلى المسكنات لتخفيف الألم.
ولتقليل استخدام المسكنات في تلك الفترة إليكِ بعض النصائح مثل:
شرب المشروبات الدافئة مثل أعشاب البابونج والقرفة والنعناع والينسون.
عدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين في تلك الأيام.
الحرص على تناول الأطعمة التي تحسن المزاج، والغنية بالفيتامينات مثل الفاكهة وخاصةً الموز؛ لأنه غني بعنصر البوتاسيوم الذي يعمل على تنظيم التوازن في سوائل الجسم.
الحرص على عدم تناول الأطعمة الدسمة والتي تسبب الانتفاخات.
تدليك منطقة البطن باستخدام القربة التي تحتوي على ماء دافئ يعمل على تسكين الألم وارتخاء العضلات.
تناول الخضروات التي تحتوي على مضادات الالتهاب مثل الطماطم والفلفل.
الحرص على ممارسة رياضة المشي في الأيام التي تسبق الدورة.
يُعد ألم الأسنان من أصعب الآلام التي نشعر بها وخاصةً عندما يصعب أن نذهب لطبيب الأسنان في أوقات متأخرة، أو عندما تشعر به الحامل والتي لا يجب أن تتناول مسكنات أو أدوية أخرى إلا بوصف الطبيب، وعادةً ما نلجأ لتناول المسكنات المختلفة لكي نشعر بالراحة المؤقتة لحين الذهاب لطبيب الأسنان.
ولكن تلك الراحة المؤقتة تؤثر فيما بعد علينا بالسلب بسبب الإفراط في تناول المسكنات، وللشعور بالراحة من ألم الأسنان المزعج دون استخدام المسكنات بكثرة يمكننا فعل الآتي:
استخدام القرنفل يساعد في تخفيف ألم الأسنان بشكل كبير.
الغرغرة بالماء والملح تخفف من الألم في حالة عدم وجود التهاب في اللثة أو الفم من الداخل؛ لأن الملح يسبب تهيج ويزيد من الألم في هذه الحالة.
الحرص على عدم تناول المشروبات الساخنة أو المثلجات لحين الذهاب لطبيب الأسنان.
مضغ أوراق النعناع يخفف من الألم بشكل كبير.
استخدام غسول الفم، وخاصةً الغسول الذي يحتوي على أوراق الجوافة؛ وذلك لقدرتها على تخفيف الالتهاب والقضاء على البكتيريا.
وضع مكعبات من الثلج على منشفة على الوجه فوق منطقة الألم لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، فبرودة الثلج تعمل على انقباض الأوعية الدموية ومن ثم تسكين الألم.
نصائح للمرضى عند استشارة الطبيب في اختيار المسكن
أخبر طبيبك إن كان لديك حساسية من مادة معينة في المسكنات، مثل ما يحدث عند كتابة المضاد الحيوي.
لا يجب على الحامل أو المرضعة أن تتناول المسكنات دون استشارة الطبيب؛ للحفاظ على سلامتها وسلامة الطفل.
لا تتناول المسكنات دون وصفة طبية إن كان عمرك أقل من 16 عاماً أو أكثر من 65 عاماً.
أخبر طبيبك إن كنت تعاني من مشاكل في التنفس أو الكلى أو الكبد لتجنب استخدام المسكنات بقدر الإمكان.
لا تنسى أن تخبر الطبيب أو الصيدلي إن كان لديك تقرحات في المعدة من قبل.
لا تسرف في تناول المسكنات دون استشارة طبيب إن كنت تعاني من الصداع المستمر؛ فالصداع عرض وليس مرض وعلاج الصداع يبدأ من علاج السبب، سواء كان السبب التهاب الجيوب الأنفية، أو الأنيميا، أو عدم انتظام ضغط الدم، فأسباب الصداع كثيرة ومختلفة، والراحة المؤقتة من الصداع باستخدام المسكن ستزيد من تفاقم المشكلة فيما بعد.
في حالة استخدام المسكنات لفترة طويلة مثل ما يحدث لمرضى العظام والتهاب المفاصل، عليهم أن لا يتناولوا أنواعاً أخرى من المسكنات من تلقاء أنفسهم لتجنب حدوث التداخلات الدوائية.
رئيس تحرير المدونة عبدالله مصطفي
01024076008
