مقالات
بل أصبح هناك معايير أخرى تتحكم فى تلك الرياضة الخاطفة لعقول الناس، من أهمها التسويق والاعلان وقد بدأت تلك الخطوة فى الظهور منذ تسعينات القرن الماضى
وخصوصا مع تهافت أكبر الأندية الأوروبية لشراء الاعب الانجليزى ديفيت بيكهام الذى أكد الخبراء أنها صفقة تسويقية من الطراز الاول.
دخل التسويق والمال بكل قوته فى تلك الرياضة باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى لكن ما فاق العقل ودخل مرحلة الخيال ما تنتهجه دول الخليج خاصة السعودية الان فى دفع أى شىء مقابل استقطاب النجوم وكان آخرها منذ شهور
الدون كريستيانو رونالدو، صفقة لم نفهم معناها وخصوصا ان النصر السعودى
أمام الجميع صاحب الصفقة قد اشترى رونالدو وهو الاول على الدورى السعودى وبعد انضملم الدون له وقرابة انتهاء الدورى تراجع النصر وتصدر الاتحاد الدورى واصبح بالفعل بطل الدورى السعودى، اللقب الغائب منذ أكثر من أربعة عشر عاماً
لم تكتفى السعودية بهذا بل عرض الهلال عرض رسمى لميسى قُدر فى العام ب ٤٠٠ مليون دولار لكن والد اللاعب ومدير أعماله تفاوض فى السعر حتى وصل ل٦٠٠ مليون دولار
والبعض أكد انه تجاوز ال ٨٠٠ مليون دولار
ما هذا العبث هل اصدق أن يوجد لاعب أو وظيفة على كوكب الارض تعط صاحبها ٢ مليون دولار فى اليوم حتى لو كان هذا هو ليونيل ميسي أعظم من لعب الكورة؟
هل من الممكن ان يصدق العقل أن السعودية سوف تربح من الاعب اكثر من ٢ مليون دولار يوميا لمن يتفلسف ويؤكد أن الاعب سيدر لهم أضعاف هذا المبلغ !!
هل فاض المال عن الحد فى بلاد الحرمين ليتم إعطاء كل هذا لشخص، هل اختفى المساكين والفقراء من عالمنا العربى والاسلامى كى يتم القاء نعمة الله بهذه الطريقة،
لو قرأت عما يحدث من مجاعات فى افريقيا،
ما يئن له أهالى غزه،
ما يتعرض له إخواننا فى سوريا، ما يحدث من إنتشار للفقر وضيق المعيشة فى كثير من الدول العربية والإسلامية بسبب الازمة الاقتصادية ثم تجد من يأخذ أكثر من مليوني دولار فى الشهر؟ فى الاسبوع؟ لا بل فى اليوم الواحد تعرف أنه لابد من يوم حساب، يوم يقف فيه الفقراء أمام هؤلاء يوم القيامة يقتصوهم عند العدل، ويسئلهم القوى الجبار فيم انفقتم اموالكم، كيف شكرتم نعمتي التى أنعمت عليكم، على كل من ساهم بتلك الصفقة
محاولة الإستعداد لهذا السؤال لأن الإجابة لن تكون سهلة حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه) رواه الترمذي
د/ محمد كامل الباز
01024076008