مقالات
نقص فيتامين د.. الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج
فيتامين د.. لطالما رأيت الكثير من الحالات التي تعاني من نقصه، أكاد أجزم أنني لم أرى طيلة سنوات عملي معدلات طبيعية سوى بعض الحالات التي لا تتجاوز أصابع اليد، وكانت النسبة الأكبرمن الحالات التي تعاني من نقص فيتامين د هي بالطبع في النساء وكبار السن.
إذن فهل هو مرض خاص بالنساء والعجزة فقط، أم أن أسباب نقصه متعددة؟
وما هي الأعراض التي تظهر وتجعلنا في حاجة للعلاج؟
وهل هناك اختلاف في الأعراض بين نقص فيتامين د في الأطفال عن البالغين؟ وهل هناك مضاعفات؟
وما هي أهم الأدوية والأطعمة التي تساعد مرضى نقص فيتامين د؟
كل ما يشغل بالك عن هذا الموضوع هو مقالنا اليوم فهيا بنا نبدأ.
يُصنف فيتامين د من الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويُعد من أهم العناصر التي يعتمد عليها الجسم لبناء عظام قوية؛ وذلك لدوره الهام في امتصاص الكالسيوم -المكون الأساسي للعظام- مما يساهم في تعزيز صحة العظام وتقويتها.
ويُسمى فيتامين د بفيتامين الشمس؛ حيث أن الجسم يقوم بتصنعيه عند التعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية، ولذلك نجد معظم حالات الأطفال التي لا تتعرض لأشعة الشمس وخاصةً في وقت الصباح لديها مشاكل في المشي وتتعرض للكساح وأمراض لين العظام.
ولم يقتصر دور فيتامين د على بناء العظام ولكن هناك أدوار أخرى شديدة الأهمية ومنها:
تعزيز مناعة الجسم وتقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي.
تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم.
تعزيز الصحة الإنجابية عند الرجال عن طريق تحسين مستوى هرمون التستوستيرون.
يساعد في حماية الجسم من بعض أنواع السرطان ومن مرض التصلب المتعدد.
وأهم مصادر فيتامين د هو ضوء الشمس في المرتبة الأولى ويليها الأطعمة الغنية به وأهمها الأسماك وبعض العصائر كعصير البرتقال.
وهناك نوعان من فيتامين د وهما:
فيتامين D2: ويُسمى أيضاً إرغوكالسيفيرول ومصدره نباتي.
فيتامين D3: ويُسمى بالكولي كالسيفيرول ومصدره حيواني.
تختلف أسباب نقص فيتامين د في الأطفال عنها في كبار السن، فترجع الأسباب المحتملة في الرضع إلى:
الرضاعة الصناعية: عندما لا تكون بها المكملات الكافية للطفل من فيتامين د.
سوء التغذية في الأطفال وعدم تناولهم الأطعمة الغنية بفيتامين د.
عدم تعرض الطفل لأشعة الشمس الفوق بنفسجية وخاصةً في منتصف اليوم عندما تتعامد الشمس.
الولادة المبكرة: يُحرم الطفل عند حدوث الولادة المبكرة من الحصول على القدر الكافي من فيتامين د في الشهور الأخيرة من الحمل.
ومن أهم أسباب نقص فيتامين د عند البالغين :
السمنة المفرطة: أشارت بعض الدراسات إلى الارتباط بين نقص مستويات فيتامين د عند زيادة الوزن.
وجود التصبغات على الجلد: تقلل التصبغات أو البشرة الداكنة من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د، لذلك عليهم التعرض لمدة أطول لأشعة الشمس للحصول على كفايتهم من الفيتامين.
التقدم في العمر: تقل قدرة الجسم على إنتاج فيتامين د عند كبار السن.
بعض الأدوية: تعمل أدوية مضادات الاختلاج و أدوية فيروس نقص المناعة على زيادة عُرضة الجسم لنقص فيتامين د.
إجراء بعض الجراحات مثل جراحات السمنة.
عدم الخروج من المنزل أو العيش في الأماكن الباردة دوماً، فلا يتعرض الجسم لأشعة الشمس ولا تتمكن خلايا الجلد من إنتاج فيتامين د.
يقل امتصاص فيتامين د من الأمعاء بالتزامن مع ظهور بعض الأمراض في الجسم مثل أمراض الكبد والكلى والتليف الكيسي ومرض كرون.
سوء التغذية: عدم حصول الجسم على كفايته في البالغين وخاصةً الحوامل يعرض الجسم للعديد من المخاطر الناجمة عن نقص فيتامين د.
يتسبب نقص فيتامين د عند الرضع في تشوه عظامهم وضعفها ويمكن أن يتضاعف الأمر بظهور الكساح، وأما البالغين فيؤدي نقصه إلى :
هشاشة العظام وزيادة عُرضة الجسم للإصابة بالكسور.
الشعور بالإعياء.
آلام العضلات والمفاصل.
سوء الحالة المزاجية ويصل الأمر إلى الاكتئاب.
زيادة الشعور بالخمول والنعاس وعدم القدرة على القيام بأبسط الأعمال اليومية.
زيادة الوزن.
هشاشة الأسنان.
تساقط الشعر.
زيادة نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا نتيجة عدم قدرة الجهاز المناعي على مقاومة العدوى.
الضعف الجنسي عند الرجال.
وهناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث بانخفاض نسب فيتامين د مثل:
الكساح عند الأطفال وهشاشة العظام لدى البالغين.
انخفاض مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم.
ارتفاع هرمون الغدة الجاردرقية.
زيادة نسب الإصابة بسرطان الثدي والقولون.
ارتفاع نسب الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
الشعور بالقلق المستمر وارتفاع نسبة الإصابة بمرض الزهايمر.
ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين وزيادة ضغط الدم.
علاج نقص فيتامين د وأهم الأغذية التي يُنصح بتناولها
عند الشعور بالأعراض السابق ذكرها عليك الذهاب للطبيب المختص، وعند الكشف وإجراء التحاليل اللازمة مثل فيتامين د والكالسيوم في الدم، وبعد التأكد من نقصه يلجأ الطبيب إلى كتابة بعض مكملات فيتامين د، وهناك العديد من الأسماء التجارية لتلك المكملات، وتختلف أشكالها فمنها الأقراص القابلة للمضغ ومنها السائل، ووحده الطبيب من يستطيع تحديد الجرعة المناسبة للمرضى حسب حالتهم وتاريخهم المرضي ونسبة فيتامين د في الدم.
ثم يبدأ الطبيب في كتابة بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د ومن أهمها الآتي:
الأسماك التي تحتوي على نسب من الدهون مثل أسماك الماكريل والسلمون والتونا المعلبة والسردين.
شرب العصائر وخاصةً عصير البرتقال.
تناول كبد الأبقار.
تناول الحليب المدعم بالكالسيوم وفيتامين د.
تناول الحبوب المدعمة بفيتامين د
زيت كبد الحوت يحتوي على نسبة عالية من فيتامين د.
تناول صفار البيض من أهم مصادر الحصول على فيتامين د.
وهناك بعض النصائح لمرضى نقص فيتامين د ومنها:
الالتزام بالجرعة المحددة ولا نضاعفها، لتجنب حدوث ارتفاع في مستويات الكالسيوم في الدم والتي ينتج عنها ظهور بعض حصوات الكلى.
علينا أن نجري تحليل فيتامين د والكالسيوم بعد البدء في تناول جرعات المكملات بثلاثة أشهر، وبعد عرض التحاليل على الطبيب سيتمكن من تعديل الجرعة أو يتأكد من التحسن وإيقاف المكملات والاعتماد على نظام غذائي فقط فيما بعد.
علينا أن نتجنب تناول العديد من المكملات في نفس الوقت، فعند تناول فيتامين د مثلاً يجب أن لا نتناول الفيتامينات المتعددة ( Multivitamins).
التوعية بخطورة عدم التعرض لأشعة الشمس وما ينتج عنه من نقص في فيتامين د؛ لتثقيف الأمهات ورقيقي الحال من كبار السن والمرضى.
توعية الحوامل بضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د؛ لتجنب مشاكل الحمل والرضاعة الناتجة عن نقصه، وتجنب حدوث تشوهات في عظام الجنين بسبب الولادة المبكرة.
توعية الفتيات بتناول الأغذية الغنية بفيتامين د وتناول المكملات إن وجد لديهم نقص في الفيتامين؛ لتخفيف التقلصات الشديدة التي تسبق الدورة الشهرية.
عند تناول مكملات فيتامين د يُنصح باختيار الأنواع التي تحتوي على فيتامين D3 أو الكولي كالسيفيرول؛ حيث أنها تشبه الشكل الذي يتم تصنيعه فسيولوجياً في الجسم بعد التعرض لأشعة الشمس.
رئيس تحرير المدونة عبدالله مصطفي